امن الافراد The security of individuals -امن المعلوماتInformation Security-امن المواد والمنشأت materials and constructions Security

قفشات

3d

تنويه: تقوم ادارة المدرسة باجراء تعديلات وتصويبات على المحاضرات المنشورة بشكل مستمر وحسب الحاجة يرجى الانتباه.

السبت، 31 ديسمبر 2016

المحاضرة الثانية- المعرفة والعلم والبحث


المحاضرة الثانية

المعرفة والعلم والبحث

      

         قبل الدخول بشكل مباشر الى المواضيع المتعلقة بالبحث العلمي المجرد او البحث العلمي الامني ومن اجل الوقوف على الاليات التي يتم اتباعها في الوصول الى البحث العلمي، حيث كان من اهم المواضيع الضرورية التي شغلت بال الانسان واخذت الكثير من جهده ووقته هي "المعرفة" وكيفية اكتسابها ومن تطويرها او توسيعها او تدوينها او تداولها، على ان ذلك الامر وبشكل طبيعي لم يشمل جميع الناس، وانما اختص به الباحثين والمهتمين وكلا حسب اهتمامه واختصاصه وامكانياته وحاجات المجتمع لذلك.
والامر الجاري الحديث عنه هو كيف يستطيع الانسان ان يوسع افاق معرفته؟ فمن خلال  محاولة الانسان الجادة في معرفة الاجابة على الكثير من الاسئلة التي تحاك في صدره او ايجاد تعليل وتفسير وحتى التنبؤ بالظواهر التي تحيط به تبينت الاجابة، لقد كان على الانسان القديم معرفة كل ما يحيط به وخاصة فيما يعتبره اعداء: مثل الطبيعة بحكم ما تحويه من مظاهر خطرة كالبرق والرعد والزلازل والبراكين والعواصف العاتية والصواعق، وكذلك ما كان يشكله البعض من الحيوانات من خطر ماثل امامه يتوقعه في كل حين، ومن ثم خطر الاشرار من الناس، لقد كانت تلك المعرفة على بساطتها هي التي جعلت الانسان في فترات معينة يتكيف للعيش مع تلك الاخطار بوسائل استدل عليها بانها توفر له الحماية ومنها الكهوف ومتطلبات المعرفة جعلته يصنع الرماح  وعرف ان النار يمكن ان تكون مصدر خطر عليه او ان يستفاد منها لأغراض التدفئة والانارة وربما في انضاج الطعام وصناعة بعض الادوات واخافة الحيوانات، لقد كانت الحاجات والخوف من المجهول والرغبة في التعلم هي التي اسهمت في تطوير معارف الانسان، بعد ان ادرك ذلك بالتجربة.
فما المقصود بالمعرفة ؟ تعني المعرفة الإحاطة بالشيء وهي اوسع من العلم، لأنها تشمل على كل ما يتعلق بالمعارف والعلوم والمعلومات التي استطاع الإنسان أن يجمعها او يتعرف عليها او يحاول ذلك بما يملكه من حواس وقدرة على التفكير والاستقراء والاستنباط ، وهي من المسائل الضرورية والمهمة في حياة الانسان وخاصة لذوي الاهتمام وهي سابقة على العلم.
وكانت التجارب خير معين للإنسان على فهم الواقع الذي يعيشه، وبهذا تكون المعرفة وليدة البيئة التي يعيش بها الانسان وهي انعكاس واقعي لها، وهي عبارة عن مفاهيم وتصورات ومعتقدات اعتمدت على المحاولات المتكررة بغية الاجابة على تساؤلات الانسان والتي دفعته اولا الى توفير الحماية له او لأسرته ومن ثم الى استخدام ما موجود من اشياء حوله او استخدام ما قام بتصنيعه من معدات والآلات بسيطة ومن ثم مرحلة الابتكار والابداع والتطور، وتعني ايضا محاولة الانسان في اكتشاف القوانين والانظمة والاليات التي تعمل بها الطبيعة وخاصة بكل ما هو ملموس ومحسوس وله تأثير مباشر عليه سواء اكان ذلك سلبا او ايجابا.
 ويمكن ان توصف المعرفة على انها العملية المتصلة بالإدراك والوعي والوقوف على كنه الحقائق عن طريق اعمال العقل والفكر أو عن طريق المعلومات التي يتلقاها الفرد عن طريق الدراسة او التعلم  او استخدام الحواس او بالاستفادة من تجاربه او تجارب الاخرين سواء اكان ذلك باستخدام وسائل بسيطة او تقنيات متطورة او معقدة من اجل الحصول على معلومات او حقائق، وفي من قواعد العمل الامني امكانية تحويل تلك المعلومات الى استخبارات، ان المعرفة لها علاقة مباشرة بالكثير من المفاهيم والمصطلحات والتي يتناولها مفهوم الامن وهي: الاتصال والتواصل، والمعلومات، والتدريب والتعليم، والتنمية، والثقافة، والقوة، وان من يمتلك المعرفة يمكن له ان يمتلك القوة، ومن متطلبات القوة والتنمية وجود اعمال خدمة امن واستخبارات قوية  والتي هي اساس النجاح في الوقت الحاضر، حيث قادة المعرفة الكثير من دول العالم الى الاخذ بتلابيب العناصر الفاعلة او المؤثرة ضدها كما هو حال صناعة الاسلحة الذرية وغزو الفضاء.


اصناف المعرفة:
تصنف المعرفة بشكل عام الى ثلاثة اصناف رئيسية وهي:-
1- المعرفة التأملية وتسمى ايضا بالفلسفية:-
أ‌- منها المعرفة التأملية والتي اساسها التفكير البسيط .
ب- ومنها المعرفة التأملية الفلسفية والتي تتطلب قدر عال من  الجهد والبحث والتقصي وقد لا يحصل الباحث من خلالها على أدلة اكيدة توصله الى نتائج محققة وفيها يستعمل الانسان فكره وليس حواسه في محاولة معرفة ما يقف وراء الكثير من الظواهر او ان يجد الاجابة على الكثير من الاسئلة التي تشغل باله.
2- المعرفة الحسية:- وهي تلك المعرفة التي يكتسبها الانسان عن طريق استخدام حواسه من غير التأكيد على الربط بين الظواهر ومسبباتها.
3- المعرفة العلمية او(التجريبية): والتي تبنى على أساس "ملاحظة الظواهر" او ما تسمى بالملاحظة المقصودة والتي تبنى على الفرضيات العلمية والتي يمكن التحقق منها عن طريق التجربة من خلال جمع وتفسير وتثبيت وتحليل البيانات (ومن الغريب او الملاحظ ان الطرق التجريبية من جمع وتفسير وتثبيت وتحليل البيانات تشبه الى حد كبير المراحل التي تدخل فيها المعلومات في دورة من اجل ان تتحول الى استخبارات).
وهناك تصنيفات اخرى للمعارف مثل كونها: طبيعية، او اجتماعية، او انسانية او كونها طبيعية او تجريبية او معرفة خاصة ومعرفة عامة او مادية او معنوية او معرفة مبنية على الخرافة.

عصور المعرفة:
مرت المعرفة وعبر الشوط الطويل الذي قطعته بالعديد من العصور والمراحل كان لكل عصر منها سماته المميزة ونقول اجمالا ان عصور المعرفة هي:-

أولا- العصرالقديم:- ويبدأ منذ الخليقة الى نشوء الحضارات في وادي الرافدين ووادي النيل وحضارات الهند والصين والاغريق، وكانت تعتمد على التأمل والتفكير وفي مرحلة متأخرة   ركزت على دراسة الأدب والأخلاق والقوانين والفلك والهندسة وغيرها وكان المنهج السائد فيها هو المنهج الاستنباطي.

ثانيا - العصر الوسيط:- ويبرز فيه دور العامل الديني حيث في بادئ الامر ظهرت الحضارة الاوربية المسيحية والتي كان تأثيرها على المعرفة تأثيرا محدودا بسبب تأثيرات المنهج الاغريقي والروماني عليه ولكن بعد انهيار الإمبراطورية الرومانية وعلو شأن الكنيسة الكاثوليكية تغير واقع الحال ولكن ليس تغيرا جذريا، وبعد ذلك جاء دور الحضارة الاسلامية والتي فتحت الابواب امام المعرفة وسهلت طرق الوصول اليها واعتبرت ذلك واجبا دينيا حيث ساهم القرآن الكريم بما يحويه من معارف وعلوم ومعلومات الى الدفع باتجاه تحري المعرفة والسعي لها والحث عليها وان اول ما نزل من القرآن الكريم قوله تعالى((اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ* الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)) ، وظهر في تلك الفترة النقد واستعمال ادوات القياس واجراء التجارب والابتكار وتحري العلوم والعمل بمبدأ الملاحظة والاعتماد على المنهج الاستدلالي والاستقراء ومن ثم نشر تلك العلوم والمعارف لغرض فائدة الاخرين في كل مكان، ويقول الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في ذات السياق في بيان اهمية العلم والمعرفة: "إذا مات الإنسان انقطع عنه عملُه إلا من ثلاثةٍ: إلا من صدقةٍ جاريةٍ، أو علمٍ يُنتفَع به، أو ولدٍ صالحٍ يدعو له".


ثالثا - العصر الحديث :- وفيه تم اعتماد التفكير العلمي كأساس للحصول على المعرفة من خلال مناهج البحث العلمي (التاريخي، الوصفي، التجريبي...) وغيرها ومبدأ تحليل النظم والكم والمنهج الإحصائي، ويقسم الى قسمين رئيسين:-
     أ- العصر الحديث: ويبدأ على وجه العموم من القرن التاسع عشر والذي قادته العلوم النفسية والاجتماعية وحتى عصر الثورة المعلوماتية الحالية.
     ب- عصر الثورة المعلوماتية: ويبدأ من فترة التوسع في استخدام الانترنيت ووسائل الاتصال والتواصل الاجتماعي.  


التعريف بالتفكير الاستنباطي:

وهو تفكير استدلالي يعتمد على تحليل الجزئيات ومن خلال وجود مقدمة كبرى ومقدمة صغرى ونتيجة (فروض ونتائج)، وهي طريقة قديمة وتستعمل حاليا ايضا ولكن حاليا تعني استخراج او الوصول الى المعرفة ولكنها تقبل الخطأ والصواب ومن امثلة ذلك:
الحالة الاولى: حالة صحيحة.
* مقدمة كبرى: التهيؤ للامتحان امر حسن.  
مقدمة صغرى: المراجعة تهيؤ للامتحان.        
نتيجة: المراجعة امر حسن.                        
*  مقدمة كبرى: التمسك بالأيمان جدير بالاحترام.
 مقدمة صغرى: الحياء شعبة من الايمان.
 نتيجة: الحياء جدير بالاحترام.
* مقدمة كبرى: السماح بالغش امر مرفوض.
مقدمة صغرى: تسريب الأسئلة سماح بالغش.
نتيجة: تسريب الأسئلة امر مرفوض.

الحالة الثانية: حالة تقبل الشك.                                            
*مقدمة كبرى: البلوغ في الزواج امر ضروري.                      
مقدمة صغرى: ظهور اللحية عند الرجال من علامات البلوغ.
نتيجة: ظهور اللحية امر ضروري.
* مقدمة كبرى: الصلاة عماد الدين.
مقدمة صغرى: الوضوء أساس الصلاة.
نتيجة: الوضوء عماد الدين.
* مقدمة كبرى: التعلم في الصغر كالنقش على الحجر.
مقدمة صغرى: الذهاب الى المدرسة من شروط التعلم.
نتيجة: الذهاب الى المدرسة كالنقش على الحجر.

ومن الملاحظ ان الأسلوب الاستنباطي قد لا يؤدي الغرض منه بشكل عملي وواقعي بسبب المقدمات الكبرى والصغرى والنتيجة التي تكون مرتبطة بكلتا المقدمتين سلبا او إيجابا.
التعريف بالمنهج الاستقرائي:

ويعتمد على الملاحظة والتجريب ويقسم الى استقراء ناقص اي لا يمكن الاخذ به او الاعتماد عليه وفيه يتم اختيار ودراسة جزء عشوائي من العينة او المشاهدات او التطبيقات المشاهدة او المحسوسة وتعميم النتائج على العينة ومن امثلة ذلك: لو شاهدت امرأة تقود العجلة بشكل سيء تقول: جميع النساء  يقودون العجلات بشكل سيء.
واستقراء تام يتم فيه اختيار ودراسة جميع اجزاء العينة من اجل الوصول الى نتيجة، ومن امثلة ذلك لو شاهدت رجل يمسك علبة سجائر من ضمن مجموعة من المدخنين فتقول: جميع المدخنين معرضين للإصابة بالأمراض المختلفة ومنها الامراض السرطانية.

ملاحظة: الجمع بين الأسلوب الاستنباطي والاستقرائي يسمى المنهج العلمي.

 التعريف بالعلم:

هو مجموعة القواعد التي تتناول الظواهر في الكون ومعرفة كل ما يتعلق بها من حيث طبيعتها وجوهرها والاليات والقوانين والمبادئ والاسس التي تعمل عليها ومن ثم تفسيرها وفي محاولة لإيجاد العلاقات القائمة بين تلك الظواهر والمبنية على الحقائق الثابتة والمصنفة المحكومة بقوانين عامة مبنية على مناهج البحث، اي انه عملية منسقة تهدف الى تحقيق انسجام عملي لأفكار مختلفة بغية الوصول الى نتائج موحدة ومنظمة.
والعلم نوع من المعارف مصاغة وممنهجة وفق اليات البحث العلمي يخضع لقواعد منظمة وحاكمة للظواهر المختلفة بقص الحصول على نتائج دقيقة ومؤكدة ومع هذا تكون المعرفة اوسع واشمل من العلم، الا ان المعرفة لوحدها قد لا تجلب المنفعة حيث لا يكفي ان تعرف ان القمر في السماء ولكن العلم اثبت ان القمر تابعا للأرض ويدور حولها وان يكمل دورته في حوالي (28) يوما وان له علاقة بحركة المد والجزر وانه يبعد عن الارض بـ (384.400 كم) وان جاذبيته هي سدس جاذبية الارض وانه ليس مصدرا للضوء وانما يقوم بعكس الاشعة الساقطة عليه ومن خلال العلم عرفنا بان القمر فهو يدور حول محوره مرة واحدة وهي نفس الفترة التي يكمل فيها ايضا دورة واحدة له حول الأرض وهذا ما يفسر روية وجه واحد للقمر وبشكل مستمر من غير رؤية الوجوه الاخرى.
 وجاء الحث على طلب العلم ليتناسب مع حقيقة الايمان فقد جاء في الحديث النبوي الصحيح ((مَن سلك طريقًا يبتغي فيه علمًا سلك الله به طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاءً لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له مَن في السموات ومن في الأرض، حتى الحيتان في الماء، وفضلُ العالم على العابد، كفضل القمر على سائر الكواكب، إن العلماء ورثة الأنبياء إن الأنبياء لم يورِّثوا دينارًا ولا درهمًا، إنما ورَّثوا العلم، فمَن أخذ به أخذ بحظ وافرٍ))

أهداف العلم:

1-التفسير(الشرح والفهم):- ويعنى العلم بتفسير الظواهر الموجودة من اجل الوصول الى حقائق ثابتة عنها يستفاد منها للأغراض متعددة في البحث والدراسة والابتكار، مثل معرفة اسباب ذوبان الجليد، ولماذا تهاجر بعض الحيوانات من مكان لأخر، ولماذا تحصل ظاهرة الرعد والبرق، ولماذا يحصل كسوف كلي للشمس..؟

2- التنبؤ:- ان اساس التنبؤ هو التفسير ومن خلاله يستطيع الانسان تفسير الظواهر ولا يعطي العلم نتائجه المرجوه ما لم تكن هناك مراحل اخرى ومنها مرحلة التنبؤ لما يمكن ان تكون عليه الظاهرة في المستقبل، ويأخذ التنبؤ مسارات متعددة تبعا  للظاهرة المطلوب دراستها فالتنبؤ بحالة الطقس غير التنبؤ بظاهرة الخسوف والكسوف او ظاهرة الاحتباس الحراري وذوبان الجليد في القطب الشمالي والجنوبي، وفيما يتعلق بدراسة الظواهر الاجتماعية مثل حالات الانتحار وعزوف الشباب عن الزواج وازدياد حالات الانتحار ومعدلات الطلاق واستخدام المواد المخدرة، وفي العمل الامني ازدياد الجرائم المنظمة وبروز الارهاب كظاهرة وانتشارها في غالبية دول العالم.

3-الضبط والتحكم:- وهو من المسائل التي يسعى العلم الى التمكن منها وتحقيقها وقد يستطيع العلم ضبط بعض الظواهر والسيطرة عليها مثل السيطرة على فيضانات الانهار او التقليل من ظاهرة الاحتباس الحراري او من اثارها او في ايجاد العلاجات واللقاحات للأمراض والاوبئة، ولكنه قد يعجز لإيجاد دواء للمصابين ببعض الامراض مثل مرض الايدز او السرطان ولكن المحاولات مستمرة في ذلك وربما تظهر امراض اخرى، او انه يحتاج الى فترة قد تطول او تقصر لإيجاد حلول للمشاكل التي تظهر او تتطور من حالات موجودة مثل انفلونزا الطيور او انفلونزا الخنازير او مرض فيروس الإيبولا (الحمى النزفية) او مرض فيروس زيكا وعلاقته بصغر رأس المواليد الجدد كما حصل في البرازيل.


 مفهوم البحث.

البحث في اللغة يعني التفتيش او الطلب او التقصي عن حقيقة من الحقائق او الوصول الى حقيقة او نتيجة مرضية، ويأتي ايضا بمعنى الحفر و التنقيب بقصد طلب الحصول على شيء او القيام بعمل معين كما جاء في قوله سبحانه  وتعالى في الاية (31) من سورة المائدة   ((فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ ۚ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي ۖ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ)) أما في الاصطلاح: فهو احد الوسائل الاستقصائية المستخدمة من اجل اكتشاف او عرض واضافة معلومات جديدة أو تطوير أو تصحيح أو تحقيق معلومات سابقة ومن ثم نشرها بقصد زيادة المعارف المتعلقة بإيجاد الحلول للمشاكل المحددة او التعرض والتنبيه الى بعض الحقائق التي يمكن ان يكون لها تأثير واضح في المستقبل او تلك التي يمكن ان تخضع للعديد من التجارب الموصولة الى حقائق معينة تتعلق بتخصصات دقيقة او فرعية، ولا تقف عملية البحث العلمي عن طرح حقائق معينة بل يمكن من خلاله اماطة اللثام عن الكثير من المواضيع التي لم تأخذ نصيبها من التعريف او المعالجة والتي تتعلق بالمعارف الانسانية المختلفة.
والبحث احد الاساليب التي يجب ان تتمتع  بالرصانة والتي تتناول الظواهر والمشاكل التي لها علاقة مباشرة بحياة الانسان او البيئة التي تؤثر عليه او على غيره من كائنات او كل ما له علاقة بزيادة المعرفة لديه، وكذلك في التعرض على المشاكل والظواهر من اجل التعرف على أسبابها وجوانبها العامة وبيان ضررها او فائدتها واجراء اختبار والقيام بتجارب للعلاقات التي تنشأ بينها بغية الكشف عن حقائق علمية محددة يتم طرحها في شكل فرضيات أو تساؤلات والاجابة عليها بعد الوصول الى نتيجة تغني المعرفة الانسانية وتسهم في وضع الاجابة على الكثير من التساؤلات التي شغلت بال الانسان لفترات طويلة.

ان العلوم الامنية تتطلب المعرفة والعلم والبحث العلمي فمن غير هذه المواضيع لا يمكن فهم الواقع وبالتالي تحديد المشاكل والظواهر ومن ثم وضع المعالجات لها وكذلك الدفع باتجاه ان تحتل العلوم الامنية مكانتها التي تستحق من بين العلوم الاخرى، وان المعرفة الامنية من غير توظيف مختلف العلوم او استخدام طرق البحث العلمي ستبقى قاصرة او عديمة الفائدة، وانه يجب التركيز على ان تتولى المؤسسات الامنية كافة الاكاديمية وغيرها من ان تتبنى مسؤولية الترويج والتشجيع على البحث العلمي، وان تكون مادة البحث العلمي الامني من المواضيع الرئيسية التي يجب تدريسها في المؤسسات العلمية الامنية بعد ان يتم وضع مناهج علمية رصينة تسهم في تدعيم اعمال خدمة الامن وعلى كافة المستويات مع امكانية ان نصل الى منح الشهادات العليا بالاعتماد على  هذا الاختصاص.

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق